طال انتظار الآلاف من محبّي الفنانة الطفلة لين الحايك الفائزة بالجائزة الأولى في The Voice Kids. تجمعوا في باحة مدرسة مار الياس التي تحتضن طفولتها، والتي تساهم بترقيتها الفنية. الموعد الذي حدده محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا كان عند السابعة، لكن تقاطر الجمهور بدأ منذ السادسة، وغصت بهم الكراسي نصف ساعة قبل حلول موعد انطلاق الحفل التكريمي من تنظيم "بلاي باك".
صورة لين تعلو الباحة بابتسامتها الطفولية البريئة. يمر نصف ساعة على الموعد، ولم تدخل لين، لكن والدها نقولا، ووالدتها كريستيان قطريب، يدخلان برفقة مجموعة من الفنانين بينهم قريبتهم الين لحود، وسيمون حدشيتي، وفنانون، وصحافيون فنيون آخرون، وعقيلة وزير العدل المستقيل اللواء اشرف ريفي سليمة اديب ريفي.
سبق دخولهم وصول المحافظ نهرا، صاحب الدعوة بالتنسيق مع بلدية الميناء، والمدرسة المحتضنة للحفل. وعند كل حركة، يتململ الجمهور بانتظار لين. وفجأة تشع أنوار الألعاب النارية على سور ملعب مدرستها وتملأ الدنيا أنوارا مشعة، فيدرك الجمهور أن ضالتهم المنشودة لين قد وصلت، وهي تهم بالدخول إلى الباحة.
فرقة دبكة فنية أنهت للتو دبكتها، وحمل أعضاؤها الأعلام اللبنانية، وهرعوا باتجاه المدخل، وعادوا برفقة لين وهي تعبر صفوف الجمهور الذين غصت بهم الباحة، وامتد تواصلهم إلى الخارج. تصفيق حاد، وهتافات باسمها، ثم تضاء الأجواء بالألعاب النارية الجميلة. قليلا، ويعزف النشيد الوطني اللبناني مؤذناً ببدء الحفل التكريمي.
مفارقة الحفل أن عنوانه تكريمي للين الحايك، لكن المكرمين على حجتها، كانوا نجوم طقوس التكريم، ونيل الدروع والهدايا، والمكرمون زادوا على العشرة ومن بينهم الين لحود وهشام الحاج وسيمون حدشيتي وغابي حويك، والناس تنتظر لين، لكن المسرح في حركة ناشطة صعودا ونزولا للمكرمين. كما أن عدداً من الشخصيات والمؤسسات قدمت للين الهدايا والدروع.
قبل بدء توزيع الدروع والهدايا، افتتح عريف الحفل الإعلامي بدرو غانم بكلمات الترحيب، والتذكير بمزايا طرابلس والميناء، وما أنجبتاه من فنانين ومفكرين ومثقفين، وآخر حبات العنقود لين التي أحبها اللبنانيون والعرب.
ثم تناول مدير المدرسة جهاد حيدر مسار لين الفني كما رافقه منذ سنوات، وتحدث عن موهبتها، دون أن يغفل تفوقها الدراسي، آملاً لها مستقبلا مشرقا.
وارتجل المحافظ نهرا كلمة نوه فيها بمدينتي طرابلس والميناء اللتين قدمتا العديد من الفنانين والمبدعين، ولفت إلى التأكيد على دور المدينة الريادي، وحرصه على الاستمرار في إظهار حقيقتها مدينة للسلام والتعايش الأخوي.
المتحدثون لم يفتهم المرور على تراث عائلة لين الميناويين من آل القطريب وبندلي، للإنجازات التي قدمها أفراد منهم على الصعيد الوطني الفني.
تنطلق بادرة التكريم بتوزيع الهدايا التي طاولت الوالدين، والمحافظ نهرا، وآخرين، ثم يتم الانتقال إلى عرض فكاهي فني أداه الممثلان الكوميديان شربل مارون وغابي حويك، فقدما من جعبتهما ما اعتاد الجمهور سماعه منهما على الشاشة الصغيرة، ومنها قفشات تقليد الرئيس نبيه بري، وإيلي الفرزلي، والوزيرين جنبلاط وأبو فاعور وسمير جعجع، وانتقلا من ثم إلى الفنانين، أمثال وائل كفوري، وطوني حنا، ولم ينسيا كاظم الساهر- محتضن لين في فريقه في برنامج الصغار، وآخرين.
في مختلف الجولات كانت لين تحضر، تشارك في توزيع الدروع والهدايا، بكل ثقة بالنفس وبحضور قوي. تفاعلت مع المسرح كقدامى المحترفين، وهي المعتادة عليه منذ صغرها في ممارسة أدوار فنية مسرحية وغنائية في سياق الأنشطة المدرسية، وأنشطة ميناوية أخرى خارجها.
ختام الحفل ينتهي بلين تغني وقد أدت ثلاث أغان مما عرفت به: موال "اسمحولي" لأصالة، و"بعاد كنتم ولا قريبين"، و"لاموني" وهي اغان برعت بها على الشاشة في عروضها للمسابقة.
قدمت لين الأغنيات باحترافية عالية، وبحضور مسرحي لافت، بلباس تعلوه "بلوزة" زهرية، وتحتها فستان أخضر فاتح، مزدان بألوان وأشكال الربيع الذي بدأ منذ يومين فقط بعيد الأم، فكانت الفنانة الكبيرة، بحجم جسدي صغير، لوحت بساعد من ساعديها، بينما تنقل الميكروفون بينهما كيفما راق لها ذلك، وتلاعبت بأوتارها الصوتية، وبعربها الغنية، فأطربت الحاضرين، ووصل طربها إلى أنحاء بعيدة من المدينة، وعندما أقفلت فكانت قفلاتها من أكثر القفلات اجتهادا واحترافية.
بعد ساعتين من الحفل، وانتهاء الأغنية الثالثة، غادرت لين وأهلها الباحة، وقلوب الناس متمسكة بها كأنها تريد إبقاءها حتى بزوغ الصباح، وهم يعرفون انهم سيفتقدونها حتى طلتها التالية البعيدة بالتأكيد.
أرسل تعليقك