صلاح عُبيّة قصة مصري تربع على عرش العلوم في إفريقيا
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

صلاح عُبيّة قصة مصري تربع على عرش العلوم في إفريقيا

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - صلاح عُبيّة قصة مصري تربع على عرش العلوم في إفريقيا

العالم المصري صلاح عبيّة
القاهرة - تونس اليوم

النجاح لا ينبت من العدم، لكنه نتاج تراكم طويل من الجهد والمثابرة، وهكذا كانت رحلة العالم المصري صلاح عبيّة، مليئة بالمصاعب والتحديات، لكنها تكللت دوما بالنجاح، الذي كان آخره تتويجه على عرش العلوم في القارة السمراء، بعد فوزه بجائزة "كوامي ناكروما" 2020.وتعد جائزة "كوامي ناكروما" الأولى والأهم في إفريقيا بمجال العلوم، ومن المقرر إعلانها رسميا يوم 26 فبراير الجاري في حفل ينظم "عن بُعد" هذا العام، بسبب تداعيات جائحة كورونا.وقبل أيام، هنأ وزير التعليم العالي المصري، الدكتور صلاح عُبيّة، المدير والمؤسس لمركز الفوتونات والمواد الذكية، والرئيس الأكاديمي السابق لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، بالحصول على جائزة "كوامي ناكروما" للتميّز في مجال العلوم الأساسية والتكنولوجيا والابتكار على مستوى إفريقيا.

وتُمنح الجائزة التي تحمل اسم الرئيس الغاني والمناضل الإفريقي "كوامي ناكروما"، بمعرفة الاتحاد الإفريقي على المستوى القاري لعالمين، أحدهما في مجال الحياة وعلوم الأرض والابتكار، والثاني في مجال العلوم الأساسية والتكنولوجيا والابتكار.وبحسب البيانات التي يوردها الاتحاد الإفريقي، فإن الهدف من وراء الجائزة هو تكريم العلماء من مواطني الاتحاد، الذين يُظهرون التميز في الأبحاث ذات الصلة بالاحتياجات التنموية للقارة، بعد تحقيق إنجازات ملحوظة، من خلال عدد المنشورات، وعدد طلاب الدراسات العليا، إلى جانب براءات الاختراع، مع إمكانية تطبيق منجزاتهم بشكل عمل في مواجهة تحديات إفريقيا.

بدايات ملهمة

وجاء حصول عُبيّة على الجائزة الأهم هذا العام، تقديرا لجهوده الواسعة في مجال العلوم، التي بدأت منذ أيامه الأولى، ويروي الرجل حكاية شغفه بالعلم، فيقول: "منذ بداية دراستي في مراحل التعليم الأساسي، كنت مولعًا وشغوفًا بدراسة العلوم الأساسية، الرياضيات، والفيزياء والكيمياء، بالإضافة إلى اهتمامي بتعلم اللغات وخاصة اللغة العربية".ويضيف عُبيّة لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه يذكر بكل العرفان فضل الأستاذ عادل السواح أستاذ الرياضيات في المرحلة الإعدادية "كان يهتم بي اهتمامًا خاصًا، ويتنبأ لي بمستقبل كبير في هذا المجال، حتى أنه كان يسند إليّ في بعض الأحيان شرح بعض الدروس لأقراني، وكان هذا نتيجة ثقته الكبيرة بي".

عبيّة المولود عام 1969 بمدينة شربين في محافظة الدقهلية شمالي مصر، أكمل مراحله التعليمية في المدارس حكومية، حتى حصل على بكالوريوس الهندسة في علوم هندسة الاتصالات بتقدير عام ممتاز من كلية الهندسة في جامعة المنصورة عام 1991.وفي عام 1994 نال درجة الماجستير، وفي أقل من ثلاث سنوات، حصل على الدكتوراه عام 1999 بإشراف مشترك بين جامعته الأم وجامعة سيتي لندن.

المملكة المتحدة

خمسة عشر عاما قضاها صلاح عبيّة في المملكة المتحدة، ترك خلال هذه السنوات بصمته، إذ تدرج في السلك الأكاديمي، ما بين محاضر وأستاذ مساعد وأستاذ مشارك، ثم أستاذ، وأخيرا أستاذ كرسي، ويقول عُبيّة إنه أسس مراكز علمية في مجال الفوتونات.ويتابع: "أثناء وجودي في بريطانيا قمت مع فريقي بتطوير حزمة حاسوبية شديدة الدقة وشديدة المرونة، لنمذجة وتصميم الفوتونات الدقيقة والنووية، التي تستخدم في مجالات عدة في حياتنا، مثل: الخلايا الشمسية، والاتصالات البصرية، والاستشعار عن بُعد والتصوير الضوئي.

ويلفت إلى أنه أنتج مع الفريق البحثي عددا كبيرا من المنشورات العلمية، التي تزيد عن 500 بحث علمي في المجلات والدوريات العلمية، و(264) ورقة علمية، وكذلك المؤتمرات الدولية أكثر من (263 بحثًا)، والإشراف على نحو 150 رسالة ماجستير ودكتوراة، ما بين إنجلترا ومصر، ويشير عُبيّة إلى أنه قام أيضًا بتأليف ثلاث كتب في مجال الفوتونات ونشرهما عبر داري نشر "وايلي" و"سبرينغر".كانت تلك هي العوامل التي رشحت العالم المصري لكي تختاره جامعة لندن سيتي عام 2015 للحصول على الدكتوراة الفخرية في مجال الفوتونيات، وهي عادة الدرجة الأكاديمية الأعلى التي تمنحها الجامعات في المملكة المتحدة لذوي الإسهامات العلمية البارزة على مستوى العالم في تخصصهم".

لحظة فارقة

"في عام 2012 عايشت أهم لحظة فارقة في تاريخي المهني" هكذا وصف عُبيّة في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" لقاءه بالعالم أحمد زويل، واستمر اللقاء لنحو 4 ساعات عرض خلاله عالم الفوتونات على زويل تصوره لعمل نموذج لمركز بحثي عالمي ومتفرد في مجال الفوتونات.

يقول عُبيّة إن  زويل طلب منه على الفور الانضمام للعمل بالمدينة، وفي أغسطس من نفس العام، كانت بداية عودة عُبيّة إلى مصر، ليبدأ تأسيس مركز الفوتونات والمواد الذكية، الذي يعد واحد من أهم المراكز في هذا المجال بالعالم.

الريادة في إفريقيا

ويوضح العالم المصري أن الفوتونات (الضوئيات) علم تتداخل به عدة علوم منها الفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلوم الحاسوب، وعلوم المواد، ويختص بدراسة تفاعل الضوء والمواد، لكن على مستويات صغيرة جدا.ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية": "الأهم في هذا العلم هو التطبيقات التي تعتمد عليه" لافتًا إلى أن مركز الفوتونات والمواد الذكية بمدينة زويل يعمل على أربع محاور رئيسية، مجال الطاقة الشمسية، مجال الحاسبات الضوئية وهي حاسبات واعدة، تقوم بنقل البيانات عن طريق الضوء، الذي يوفر سرعات عالية.

وكذلك مجال المستشعرات الطبية طرق تشخيص طبية حديثة وسريعة وغير مُكلفة، وكذلك العمل على تطوير شبكات اتصالات واسعة المدي وقليلة الاستهلاك للطاقة.نتيجة للجهود التي قام بها الدكتور صلاح عُبيّة في مركز الفوتونات، والمواد الذكية بمدينة زويل، منذ إنشائه، حصل الرجل قبل عامين على أستاذ كرسي اليونسكو للتكنولوجيات الحديثة للتنمية المستدامة في إفريقيا.وبعد تسع سنوات من العمل في إفريقيا، اختار الاتحاد الإفريقي صلاح عُبيّة للحصول على جائزة "كوامي ناكروما" للتميّز في مجال العلوم الأساسية والتكنولوجيا والابتكار على مستوى إفريقيا.ويختم صلاح عُبيّة حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، بتوجيه الشكر إلى فرق البحث التي عمل معها خلال السنوات الماضية، وإلى زملائه في مجتمع البحث العلمي في مصر، مؤكدًا أن البحث العلمي يشهد طفرة كبيرة تماشيًا مع استراتيجية مصر 2030.

أهم الجوائز

تحفل مسيرة الدكتور صلاح عُبيّة بالعديد من الجوائز والألقاب محليًا وعالميًا؛ إذ حصل الشهر الماضي على زمالة أكبر مجمع هندسي بالعالم IEEE، وفي عام 2019 نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في عيد العلم.وحصل على لقب أستاذ الكرسي الفخرية في مجال الفوتونات بمعهد جورج غرين للكهرومغناطيسية، في جامعة نوتنغهام بالمملكة المتحدة عام 2019، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الهندسية عام 1919،إلى جانب زمالة جمعية علوم الضوئيات الأمريكية OSA عام 2019، والعضوية الشرفية مركز الفيزياء النظرية بإيطاليا التابع لهيئة اليونسكو ICTP عام 2017، وجائزة خليفة للأستاذ المتميز في البحث العلمي على مستوى العلماء العرب عام 2017.

وتُوج صلاح أيضا بجائزة مؤسسة الفكر العربي في الإبداع العلمي في لبنان عام 2015، وجائزة الأكاديمية المصرية للبحث العلمي و التكنولوجيا (ASRT) عام 2014، وجائزة مؤسسة عبد الحميد شومان للعلماء العرب في العلوم الهندسية – الأردن أكتوبر 2014، بالإضافة إلى حصوله على جائزة الدولة للتفوق العلمي في العلوم الهندسية عام 2013، وجائزة الدولة التشجيعية للعلوم الهندسية عام 2005.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

الباز يكشف كواليس الحوار مع السيسي بشأن "ممر التنمية"

الصحافة الأميركية تكشف أسرار ومواقف في حياة العالم عادل محمود

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاح عُبيّة قصة مصري تربع على عرش العلوم في إفريقيا صلاح عُبيّة قصة مصري تربع على عرش العلوم في إفريقيا



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:21 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الجدي الخميس 29-10-2020

GMT 14:05 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الأسد الخميس 29-10-2020

GMT 08:29 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

مسلسل ''حرقة'' أفضل دراما رمضانية في تونس

GMT 05:48 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اكتشاف تقنية جديدة تساعد في إنقاص الوزن الزائد

GMT 05:31 2016 السبت ,26 آذار/ مارس

البردقوش فوائده واستخدامه

GMT 00:15 2016 الثلاثاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الشطة لعلاج مرض الصدفية

GMT 10:54 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة عن القبول في جامعات الولايات المتحدة في "أميركية دبي"

GMT 09:15 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أيتام «داعش» مَنْ يعينهم؟

GMT 18:04 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

أخبار من اميركا وعمليات إطلاق النار فيها

GMT 04:00 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

موصفات سيارة كايلي جينر الرولز-رويسمن طراز Wraith
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia