مهرجان بجاية الدولي الخامس كاسبر هوزر أو مأساة شاب ألماني
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مهرجان بجاية الدولي الخامس كاسبر هوزر أو مأساة شاب ألماني

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مهرجان بجاية الدولي الخامس كاسبر هوزر أو مأساة شاب ألماني

بجاية - و . ا . ج

تروي قصة قاصبر أو كاسبر أو كاسبر كما يطلق عليه في لغات مختلفة مأساة ذلك الشاب الذي عثر عليه عام 1828 و هو يتسكع في طرقات مدينة نورمبرغ بألمانيا في حالة يرثى لها شبه عار و أبكم و الذي حاول المتشبثون بالتقاليد و المدافعون عن النظام القائم آنذاك إعادة إدماجه في المجتمع حيث قاموا بإخضاعه لأشد أنواع العذاب المعنوي. و يبدو من خلال هذا العرض المسرحي الذي قدم في سهرة أمس الخميس في إطار فعاليات الطبعة ال5 لمهرجان المسرح الدولي لبجاية أن هذه المحاولة باءت بالفشل كون كاسبر اضطر " طيلة حياته للعيش حياة لاإنسانية داخل قبو معزول و مظلم قبل أن يبوح ببعض أسراره على ضوء التجارب التي خضع لها في المخابر على يد " مربيه" . فقد استعاد الرجل استخدام النطق و أصبح يتصرف مثل " قرد في غاية الذكاء" إلا أنه كان يشعر بالحرج حيث أنه كلما تعلم المزيد كلما تقلصت رقعة عالمه في عينيه. فبتحصيله على اللغة أصبح يستعمل قواعد اللغة السائدة في المجتمع لكن دون فهم أسسها و معانيها. كما أن الخطب التي سمعها بدت و كأنها لا تحمل معنى حقيقيا. ففي نظر محيطه الذي بذل جهدا كبيرا من أجل صقله هوية اجتماعية و إشباعه بالمعايير فإنه بقي على حالته في شخصية كاسبر الذي يعني بالألمانية " المهرج" أو شخص لا قيمة له. يتميز نص العرض المسرحي بعمق معانيه. و قد امتنع المخرج روبرتو شيولي عن تقديم درس حول مقاومة الأعراف ضد الامتثال و ترك هذه المهمة لبطلة المسرحية التي قامت بعرض الآلام و أنواع العذاب التي عايشها هذا الشخص. يشار إلى أن قوة العرض لا تكمن في الحوار القليل بل في صلابة و برودة المشاهد المقدمة في أجواء تشمئز منها النفوس وسط ديكور شبيه بعيادة للأمراض العقلية حيث لا يرى المتتبع للعرض سوى صورة امرأة نحيفة ضعيفة تخضع للتجارب على يد رجال يضعون قبعات و همهم الكبير الرقي بها إلى أعلى درجة في المجتمع. و لعل أفضل صورة معبرة عن ذلك تلك الساعة المعلقة على الجدار و عقاربها متوقفة معبرة بذلك عن توقف الوقت و الأفكار أو ذلك الجزء من سكة حديدية لا ندري من حيث أتت و لا إلى أي وجهة تسير. إن هذه الرائعة المسرحية لكاسبر " يتيم أوروبا" تجعل من هذه القصة الواقعية أسطورة. و ما زادها رونقا النص الموقع من طرف بيتر هندك و إخراج روبرتو شيولي يضاف إلى ذلك الأداء الرائع لفرقة الفنانين التابعة ل" ثياثر أن دار روهر" لمدينة مولهيم الألمانية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهرجان بجاية الدولي الخامس كاسبر هوزر أو مأساة شاب ألماني مهرجان بجاية الدولي الخامس كاسبر هوزر أو مأساة شاب ألماني



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia